اخواني واخواتي زوار المدونة الكرام

هذه قراءة في احد قصائد الشاعر عودة الشرطي رحمه الله الشهيرة

عندما اقرأ كلام الشاعر الراحل عودة الشرطي الثبيتي رحمه الله ومجلسه الشهير الذي يمتد الى اكثر من اربعين بيتا ً في حرب الثبته مع احد القبائل المجاورة ينتابني شعور ممزوج بالخوف واليأس على مستقبل الشعر في القبيلة خاصة وفي الشعر عامة واكاد اجزم ان شاعرنا عودة الشرطي وشعراء جيله كانوا يمثلون القمة وكل من اتى بعدهم لم يصل الى هذا المستوى الرفيع من القوة والمتانه في الابيات والتي لا اتشبه الا اصحابها
المهم انني حصلت على مجلس عودة الشرطي وكنت قد بحثت عنه في الانترنت وفي محركات البحث ولم اجده على الاطلاق

واردت ان آتي ببعض ابياته لوجود الكثير من الاسماء والاحداث في القصيدة

البداية كانت رائعة



الا يالله يامنشـي السـحـوب ولا يامطلـع مافـي الغيـوب
تيسر طرقتي من حيث اصوب وما يكتب على المخلوق جاري
عسى مكتوب خير وعلم زين ليـا ضليـت بيـن الجالتيـن
تروح الروح بيـن محاسبيـن وخطوا ماحصل في لوح قاري


ثم يقول رحمه الله بعد بداية القصيدة في توصيف الرجال وانواعهم



وانا باحرف كلامي فالرجـال واباخذ فـي معانيهـم مجـال
واصرف هرج تصريف الريال من اهجوس تهيضها الضماري
وبيبان الرجـال الهـا عـدود وفيهم بيت عرف وبيت جـود
وفيهم بيـت ضفـران فهـود توردها ولا تصـدر معـاري
وفيهـم هابيـا مافيـه نـاع ومالـه لا مـحـل ولا ذراع
وبيت المسبعة يخـر سبـاع وبيت الحبر يخرلـه حبـاري



الى ان يقول في منتصف القصيدة ويبدأ في طرق الموضوع الرئيسي والمناسبة التي ظهرت بها القصيدة بعد المقدمة السابقة وقد اسقطت منها ابيات للضرورة




لكن الحـظ معهـم منكفـي وطـلاب الخطـا مايشتفـي
وانا في هيبـة الله مكتفـي وفي هيبة رجـال ماتـداري
بني عمي محاريب العـداء تغلـق كـل سـدة بالقـدا
وبدوهـم عتابـة بالـرداء وحدوهم على شيل الخساري
بغوا يغزون من يم الخبـوت من الديرة يجلـون الثبـوت
وكل اعلامهم راحت فلـوت وردتهم كثيـرات الطـواري



ثم يقول بعد ذالك في تناول الخصم بكل احتراف وقوة في بنيان البيت




وجونا صبح بارقهـم يعـوم وقالـوا ماتعـدا بالـلـزوم
وعدينا على كسر الخشـوم الين اجموعهم راحت كساري
وانا ماسبهـم يـوم اللقـاءهل الماقف رياجيل الشقـاء
ولوجونا مع ادروب القـداء ماكان اوجيههم فيها مواري



الى ان يقول رحمه الله تعالى عندما يشرح سبب هذه الحادثه ويذكر تفاصيلها كاملة ويجمع القبيلة تحت لواء واحد عندما يقول من اللصة اليا الاد الصراري

وكانه يكتب للتاريخ قصة معركة حفظتها هذه القصيدة

وقد صدق القدماء عندما قالوا ان الشعر ديوان العرب




نهار مشيط لزموه الخبـول وحنوبـه معاليـق الخثـول
عسى بيـت بلوابـه يـزول هدوم البوق مافيها مـذاري
ذبح بعد المفرس والصبـوح وسمن من عدايلهم سفـوح
ولا ياللي تحبـون المـدوح هذا في صب والا علم عاري
يقول اعنيبر الشيخ العريـب نبـا نعبـاه فـدوه للقليـب
نسى ربعي مخابيط الحريـب من اللصة ليا الاد الصراري



ومن الابيات ايضاً وقبل ختام القصيدة يذكر رحمه الله تعالى رحمة واسعة امجاد قبيلته ثبيت ويعتزي بعد الانتصار المتحقق




وانا من لابتي سمـو ثبيـت تمجدنـي ليـا منـي بغيـت
ولا ياجاهل ابهـم مادريـت توح العلم من شاعر قـراري
وليتك خليتهم يـوم الصبـاح طلوع الفجر يوم النور ضاح
مفيض الريع في الحزم البراح ودمان العـدى منـا نثـاري



اتمنى ان تكونوا قد استمتعتم بالابيات وان لا تكونوا صدمتم مثلي بواقع الشعر بعدها